التحقيق في كلام صاحب الحاشية :
قوله : واختلافهما في ذلك إلجاء بعض الاصحاب قدسسرهم الى الميل الى ما ذهب اليه الأشاعرة من المغايرة بين الطلب والارادة خلافا لقاطبة اهل الحق ... الخ الاختلاف لفظ الطلب ولفظ الارادة في الانصراف ذهب بعض اصحابنا الى المغايرة بين الطلب والارادة مفهوما ، وهو المحقق صاحب (هداية المسترشدين) قدسسره ، خلافا لاهل الحق قاطبة والمعتزلة ووفاقا للاشاعرة ، واحتجت الأشاعرة على المغايرة بوجوه ولكن العمدة منها وجهان :
الاول : انه توجد الارادة دون الطلب في الاوامر الامتحانية ، لان المولى اراد اختبار عبده أهو مطيع أم عاص؟ او اراد اعتياده امتثال امره فأمره من دون تحقق المطلوب في الخارج.
والثاني : انهم اثبتوا الكلام النفسي ، وتوضيحه : ان في الكلام الخبري صفة قائمة في النفس وراء العلم بالنسبة هي الكلام النفسي الذي يكشف عنه الكلام اللفظي ، وفي الكلام الانشائي صفة قائمة في النفس غير الارادة هي الكلام النفسي فلو تحقق الكلام النفسي الذي هو مدلول الكلام اللفظي فقد تحقق الطلب الذهني المفهومي دون الارادة المصداقية الخارجية عكس الاوامر الامتحانية ، لان الارادة الخارجية اما أن تكون بالكلام اللفظي واما بالاشارة لا بالكلام النفسي ، كما هو واضح.
الطلب والارادة :
قوله : فلا بأس بصرف عنان الكلام الى بيان ما هو الحق في المقام ... الخ شرع المصنف قدسسره في بيان الحق في هذا المقام وفي ابطال قول الأشاعرة. قال انه وان حققناه في حاشيتنا على الفرائد إلّا ان حوالة الرجال الى الكتاب والحاشية لا تكون خالية عن المحذور ، اما لعدم وجودها عندهم واما لمشقة الرجوع اليها ، والاعادة لا تكون بلا فائدة ، وافادة المعلم للمتعلم ، فلذا كان المناسب هو تعرض الحق في كفاية الاصول ايضا.