المراد في ارادة فعل المراد بالمباشرة ، اذا اراد ان يفعل المراد المطلوب بنفسه ، او الشوق المؤكد الذي يوجب لامر عبيده بفعل المراد اذا لم يرد المريد فعل المطلوب بنفسه وشخصه ، وهذا الشوق المؤكد يسمى بالطلب والارادة ، كما يعبر عنه في الاصطلاح تارة بالطلب ، واخرى بالارادة ، فالطلب والارادة هما الشوق المؤكد وهو امر وحداني كما لا يخفى.
سائر الصيغ الانشائية :
قوله : وكذا الحال في سائر الصيغ الانشائية والجمل الخبرية فانه لا يكون غير الصفات المعروفة القائمة بالنفس من الترجى والتمنى والعلم ... الخ لانا اذا رجعنا الى وجداننا لا نجد ـ عند تمني الشيء ، أو عند ترجي الشيء ، أو عند الاستفهام عن الشيء ، أو عند النداء ، أو عند القسم ، وفي صورة التعجب ، وعند العلم ـ غير ارادة المتمني والمترجي وغير ارادة المستفهم به وغير ارادة المنادي وغير ارادة المقسم لاجله وغير ارادة المتعجّب منه وغير ارادة المعلوم ، صفة اخرى قائمة بالنفس تسمى بالطلب غير الارادة ، والحال انه قد دل الكلام اللفظي عليها اي على الصفة الاخرى كما قيل.
ان الكلام لفي الفؤاد وانما |
|
جعل اللسان على الفؤاد دليلا |
وهذا الشعر منسوب الى الشاعر الاخطل.
قوله : وقد انقدح مما حققناه ما في استدلال الأشاعرة على المغايرة بالامر مع عدم الارادة كما في صورتي الاختبار والاعتذار من الخلل ... الخ اعلم ان الانشاء على قسمين :
الاول : طلبي كالأمر والنهي والدعاء والنداء والاستفهام والجملة الخبرية ان استعملت في مقام الانشاء لا الاخبار. فاذا رجعنا الى وجداننا لا نجد الطلبين في مادة الامر وصيغة الامر غير ارادة المأمور به بحيث يسمى احدهما طلبا والآخر ارادة ، ولا نجد الطلبين في مادة النهي وصيغة النهي غير كراهة المنهي عنه بحيث يكون احدهما طلبا والآخر كراهة المنهي عنه ، ولا نجد الطلبين في مادة الدعاء