الجملة.
فلو لم تكن هذه الشدة موجبة لظهورها في الوجوب فعلى الاقل هي موجبة لتعيّن الوجوب من بين محتملات ما هو بصدده ، اي من بين الاحكام التي يكون المتكلم بصدد بيانها ، فان شدة مناسبة الاخبار بالوقوع مع الوجوب موجبة لتعيّن ارادة الوجوب منها ، اذا كان المتكلم بصدد بيان مقصوده مع عدم نصب قرينة من قبل المولى على ارادة غير الوجوب من الندب أو الاباحة منها.
قوله : فافهم وهو اشارة الى ان الندب ، وان كان طلبا يحتاج الى مئونة التقييد بعدم المنع من الترك ، كما ان الوجوب طلب ايضا يحتاج الى مئونة التقييد بالمنع من الترك. فالوجوب والندب من هذه الحيثية سيان متساويان.
فمن استدل على حملها على الوجوب بان الندب يحتاج الى مئونة والقيد وهو غير موجود فيها. والحال ان المتكلم في مقام البيان فهذا يدل على ان المراد منها هو الوجوب لا الندب ، فهذا الاستدلال مخدوش لوجه الذي ذكر ضمنا فافهم آنفا فلا تغفل.
هل الصيغة ظاهرة في الوجوب أم لا؟
قوله : المبحث الرابع انه اذا سلم ان الصيغة لا تكون حقيقة في الوجوب ... الخ انه اذا سلمنا عدم كون صيغة الامر حقيقة في الوجوب وضعا من اجل استضعاف ادلّة الوجوب فهل هي ظاهرة فيه ايضا او لا تكون ظاهرة فيه ظهورا انصرافيا؟ قيل : بظهورها فيه لوجوه :
الاول : لغلبة استعمال الصيغة في الوجوب.
الثاني : لغلبة وجود الواجب.
الثالث : لاكملية الواجب.
والكل كما ترى ، اما الاول والثاني فلعدم الصغرى فيهما ، لان صورة القياس على الوجه الاول تكون على هذا النحو وهو : صيغة الامر كثير الاستعمال في