عقلية. فان قيل : انكم ذكرتموها في مباحث الالفاظ فاذن لا فرق بين قولكم وقول صاحب (المعالم) قدسسره قلنا ان الفرق موجود وهو انه ذكرها فيها لكونها من المسائل اللفظية ، واما نحن فنذكرها تبعا للسلف ، لا لأجل كونها من الالفاظ ، اي من مسائلها.
المقدمة الداخلية والخارجية :
قوله : الامر الثاني انه ربما تقسم المقدمة الى تقسيمات ... الخ وتقسم المقدمة الى اقسام عديدة سنذكرها ان شاء الله تعالى.
ومنها تقسيمها الى داخلية وخارجية.
فالمقدمة الداخلية ، بالمعنى الأخصّ ، أجزاء المأمور به ، فهي داخلة في المركب المطلوب ويقيّد بها ويعبّر عنها ب (الأجزاء) مثل تكبيرة الإحرام والركوع والسجود والذكر والتشهد والتسليم ونحوها بالاضافة الى الصلاة المأمور بها.
ويقابلها المقدمة الخارجية بالمعنى الأعمّ وهي التي لا تكون داخلة في ماهية المأمور به ، سواء كان التقيّد بها داخلا في الواجب كشرائطه الشرعية نحو الوضوء والاستقبال والستر ونحوها ، أم لا كالكون في مكان مباح حالة الصلاة مثلا الذي يتوقف عليه وجود الواجب شرعا من دون دخله فيه تقيّدا كما لا يخفى.
فاعلم ان المقدمة بهذا التقسيم ثلاثة :
الاولى : المقدمة الداخلية بالمعنى الأخصّ وهي أجزاء المأمور به الداخلة في حقيقته تقيّدا وقيدا مثل القراءة كما هي بنفسها دخيلة فيه ومقوّمة إيّاه ، وكذا تقيّدها ، بكونها مسبوقة بتكبيرة الإحرام وملحوقة بالركوع ، دخيل في حقيقته.
الثانية : المقدمة الخارجية بالمعنى الأعمّ ويقال لها (المقدمة الداخلية بالمعنى الاعم) أيضا ، وهي الخارجة عن المأمور به قيدا والداخلة فيه تقيّدا ، مثل طهارة البدن واللباس عن الخبث والاستقبال والطهارة من الحدث وما شاكلها ، لانها خارجة عن حقيقة الصلاة المأمور بها قيدا ، ولكنها داخلة فيها تقيّدا. يعني ان المأمور به حصة من الصلاة ، وهي الصلاة المقيدة بها لا مطلقا ، وهو واضح لا غبار