اعلم ان الحمل هو اتحاد الشيئين في الخارج المتغايرين في الذهن وهو يكون على قسمين :
الاول : هو الاوّلي الذاتي الذي يكون ملاكه اتحاد الموضوع والمحمول مفهوما ومصداقا ووجودا وتغايرهما اعتبارا نحو (الانسان حيوان ناطق) ، اذ مفهوم الانسان والحيوان الناطق يكون متحدا وكذا مصداقهما ، وتغايرهما يكون بالاجمال والتفصيل ، لان الانسان يكون معرفا بالفتح ، وشانه ان يكون مجملا ، والحيوان الناطق انما يكون معرفا بالكسر ، وشانه ان يكون مفصلا ، واجلى واعرف. ويسمى بالأولي لكونه اول مراتب الحمل ، وبالذاتي لكونه في الذاتيات التي تكون جنسا وفصلا.
الثاني : الصناعي الشائع الذي يكون ملاكه تغاير الموضوع والمحمول مفهوما واتحادهما مصداقا نحو (زيد انسان) فان الكلي يكون متحدا في الخارج مع افراده ومتغايرا معها مفهوما اذ مفهوم الكلي يكون غير مفهوم الفرد.
قوله : وافراده الحقيقية يعني حيث يكون الحمل بين الفرد والكلي. اما لو كان بين الكليين فيدل الحمل على اتحادهما خارجا وان اختلفا مفهوما وكان بينهما عموم من وجه ، فعلى هذا تكون الاقسام ثلاثة : احدها حمل احد المترادفين على الآخر ، وثانيها حمل الكلي على الفرد ، وثالثها حمل احد الكليين على الآخر. والاول يدل على كون الموضوع هو نفس معنى المحمول نحو (الانسان بشر). والثاني يدل على ان الموضوع من افراد المحمول نحو (زيد انسان). والثالث انما يدل على الاتحاد في الخارج نحو (الانسان حيوان) ، سواء كانا متساويين كالنوع والفصل نحو انسان وناطق ، أم كان بينهما عموم مطلق كالنوع والجنس نحو انسان وحيوان ، أو عموم من وجه كالحيوان وأبيض ، وسواء كان المحمول من ذاتي الموضوع كان جنسا له أو فصلا له ، أم كان من عرضي الموضوع كان عرضا خاصا له ، أو عرضا عاما له ، وسواء كان الموضوع نوعا من المحمول نحو (الانسان حيوان) ، أم كان صنفا له نحو (الرومي انسان) ، أم كان فردا له نحو (زيد انسان) ،