المستعمل فيه معنى مجازيا للفظ يتوقف على صحة السلب ، وصحة السلب يتوقف على العلم بكون معنى المستعمل فيه معنى مجازيا للفظ فهذا دور. واما الدفع بان يقال ان العلم التفصيلي بكون المستعمل فيه معنى مجازيا للفظ يتوقف على صحة السلب ، ولكن صحة السلب تتوقف على العلم الاجمالي الارتكازي بكونه معنى مجازيا فالموقوف هو العلم التفصيلي والموقوف عليه هو العلم الاجمالي. أو يقال ان علم المستعلم بكونه معنى مجازيا للفظ يتوقف على صحة السلب ، ولكن صحة السلب تتوقف على علم اهل المحاورة بان المعنى المستعمل فيه يكون معنى مجازيا للفظ ، فلا دور في البين كما هو واضح.
قوله : فتأمل جيدا وهو تدقيقي لا غير. قوله : بنحو من انحاء الاتحاد ... الخ كان بنحو الحلول أو الانتزاع أو الصدور أو الايجاد كما سيأتي تفصيله في بحث المشتق. ففي مثل العالم يكون الاتحاد بين الذات والمبدأ حلوليا وفي مثل الحادث والسابق واللاحق يكون انتزاعيا بمعنى كون المبدأ منتزعا عن الذات ومتحدا معها ، وفي مثل الضارب والقاتل ونحوهما يكون صدوريا ، وفي مثل المتكلم يكون ايجاديا.
الاطّراد
قوله : ثم انه قد ذكر الاطّراد وعدم الاطراد علامة للحقيقة والمجاز. اعلم ان المراد بالاطّراد الذي هو علامة الحقيقة هو شيوع استعمال اللفظ في المعنى من دون اختصاصه بمقام دون مقام ، نحو لفظ الانسان الذي يستعمل في الطويل والقصير والغني والفقير و ... بخلاف استعمال لفظ الرقبة مجازا في العبد بعلاقة الجزء والكل فهو يصح في نحو (اعتق رقبة) ولا يصح في نحو (قالت رقبة) كما يصح (قال انسان).
قوله : قد ذكر الاطراد ... الخ الاطراد : عبارة عن كون اللفظ الذي يستعمل في مورد بلحاظ ذلك المعنى بحيث يصح استعماله في ذلك المورد وفي غيره من الموارد بلحاظ ذلك المعنى كما في لفظ الانسان الذي يطلق على (زيد) بلحاظ كونه (حيوانا ناطقا) فانه يصح اطلاقه على جميع افراد الحيوان الناطق بلحاظه ، ويقابله