ومن غير ملاحظة القرينة الصارفة. هذا هو المراد من قوله : من غير تأويل وهو اشارة الى مذهب السكاكي. أو الاطراد يكون من علائم الحقيقة اذا كان على نحو الحقيقة في الكلمة ، وهذا ناظر الى مذهب المشهور. اما بخلاف الاطراد في المجاز فانه لا يكون من غير تأويل ولا على نحو الحقيقة.
قوله : الّا ان الاطراد حينئذ لا يكون علامة لها إلّا انه يكون على وجه دائر ... الخ يعني يكون جواب صاحب (الفصول) عن الإشكال المذكور فرارا من ورطة اخرى وهي لزوم الدور. بيانه : ان الاطراد من غير تأويل أو على وجه الحقيقة يتوقف على العلم بالمعنى الحقيقي فلو توقف العلم بالمعنى الحقيقي على الاطراد للزم الدور ، ولا يمكن التقصي عن الدور في المقام بما تقدم من التغاير بين الموقوف والموقوف عليه بالاجمال والتفصيل ، اذ من الواضح ان الاطراد من غير تأويل ، أو على وجه الحقيقة ، يتوقف على العلم التفصيلي بان المستعمل فيه معنى حقيقي للفظ ، ويكون الاستعمال فيه بلا تأويل وعلى وجه الحقيقة ، لا على العلم الاجمالي الارتكازي ، فلا يمكن ان يقال في دفع الدور في هذا المقام ان العلم التفصيلي بان المعنى المستعمل فيه يكون معنى حقيقيا للفظ يتوقف على الاطراد ، والاطراد يتوقف على العلم الاجمالي الارتكازي ، على ان لهذا اللفظ يكون معنى حقيقي يتبادر منه ، بل الاطراد على وجه الحقيقة ، أو من غير تأويل يتوقف على العلم التفصيلي بان المعنى المستعمل فيه معنى حقيقي له.
فاذن لا يمكن التخلّص عن الدور اذا عرفت ما ذكرنا ، فقد ظهر لك فساد قول صاحب الفصول قدسسره وهو زيادة قوله : من غير تأويل أو على وجه الحقيقة في الاطراد.
تعارض احوال اللفظ :
قوله : الثامن انه للفظ احوالا خمسة : وهي التجوز والاشتراك والتخصيص والنقل والاضمار ... الخ هنا مقامات ثلاثة من الكلام ينبغي الإشارة اليها فنقول وعلى الله التكلان :