تحقيق مذهب الباقلاني :
اعلم ان القاضي أبا بكر الباقلاني انكر المعاني الشرعية لالفاظ العبادات ، وقال : ان الشارع استعملها في معانيها اللغوية ، ولكن قد اضاف عدة اجزاء وشرائط الى المعاني اللغوية. فان لاحظنا قول الباقلاني في الفاظ العبادات فلا يكون لنا اطمئنان بكونها حقائق شرعية في المعاني الشرعية ، فلا تدل الأدلة التي قد استدل بها على ثبوت الحقيقة الشرعية في عصر الشارع المقدس عليه ، ولا يذهب عليك ، اي لا يخفى عليك ، انه مع ملاحظة مذهبه لا يكون مجال لدعوى الوضع التعيني الذي يتحقق من كثرة الاستعمال في لسانه صلىاللهعليهوآلهوسلم ولسان التابعين ، اذ من المحتمل ان يستعملوها في المعاني اللغوية. ولكن الانصاف منع تحقق الوضع التعيني بعد تسليم استعمال الشارع والتابعين لالفاظ العبادات في المعاني الشرعية في مدّة عشرين سنة بعيد جدا. نعم حصول الوضع التعيّني في خصوص لسانه صلىاللهعليهوآلهوسلم يكون ممنوعا.
الثمرة
قوله : فتأمل هو اشارة الى ان منع الوضع التعيني في خصوص لسان الشارع ، مع طول مدة الاستعمال ، يكون في غاية البعد. هذا مضافا الى منافاة المنع لما سبق من قرب الوضع التعيني في عصر الشارع المقدس.
قوله : واما الثمرة بين القولين الكلام في بيان الثمرة بين القول بثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه : اعلم ان الحقيقة الشرعية في لسان اهل الشرع تكون من القطعيات التي تطابقت عليها آراء الكل في الفاظ العبادات. وبعد تسالمها فما الثمرة الفقهية لهذا النزاع؟ فنقول : ان الثمرة تظهر اذا وقعت هذه الالفاظ في كلام الشارع مجرّدة عن القرائن فتحمل على المعاني اللغوية ان قلنا بعدم ثبوت الحقيقة الشرعية في