في مفهوم الغاية
قوله : فصل هل الغاية في القضية تدل على ارتفاع الحكم عما بعد الغاية؟ ...
الفصل في اللغة بمعنى قطع الشيء عن الشيء ، وفي الاصطلاح بمعنى كونه حاجزا واقعا بين الامرين المختلفين ، إذ قبله بحث مفهوم الوصف ، وبعده بحث مفهوم الغاية ، وهما مختلفان موضوعا ، وهو حاجز بينهما لاشتماله على ثلاثة احرف وهي (فاء ، وصاد ولام) ، وقبل افتتاح البحث لا بد من تحقيق مفهوم لفظ الغاية وهو لثلاثة معان :
الاول : بمعنى المسافة كما يقال ان (من) لابتداء الغاية و (إلى) لانتهاء الغاية.
الثاني : بمعنى الغرض.
الثالث : بمعنى النهاية. والمراد هو الثالث.
فاذا تمهد هذا فيقع البحث في مقامين :
الاول : ان الغاية هل هي داخلة في المغيّى أو خارجة عنه ، مثلا إذا قال المولى لعبده (صم من الخميس إلى الجمعة) فهل يجب صوم الجمعة ام لا؟ فان قلنا بدخول الغاية في المغيّى فيجب صومها. وان قلنا انها خارجة عنه فلا يجب صومها.
الثاني : ان الغاية هل تدل على ارتفاع الحكم عما بعد الغاية بناء على دخولها في المغيّى أو تدل على ارتفاعه عن الغاية وعن بعدها بناء على خروج الغاية عن المغيّى أو لا فيه خلاف وقد نسب إلى المشهور دلالتها على ارتفاع الحكم عن الغاية بناء على دخولها في المغيّى أو عنها وبعدها بناء على خروجها عنه. وإلى جماعة منهم السيد والشيخ قدسسرهما عدم دلالتها على الارتفاع المذكور وينبغى التنبيه على أمرين :