لأنه يستغرق جميع أفراد العالم ، مع انه لا يصلح ان ينطبق على كل فرد من افراد العالم ، فان الجمع لا يصدق على اقل من ثلاثة أو اثنين ، على اختلاف بين الاعلام في اقل الجمع مع انه من صيغ العموم بالاجماع إذا كانت اللام للاستغراق ، فينتقض عليه بعدم الانعكاس. ويمكن ان يكون اشارة إلى ان تعريف العام ينطبق على العشرة والمائة والألف ، لأن الأول لا ينطبق على آحاده من الواحد والاثنين ، ولكن ينطبق بمفهومه على هذه العشرة وعلى تلك العشرة ، وكذا سائر اسماء العدد ، فينتقض على التعريف حينئذ بعدم الطرد ، ولكن الجواب عنه قد علم مما سبق آنفا. ولا بأس بالاشارة اليه ، وهو ان التعريف لفظي لا يعتبر فيه الطرد.
وثانيا ان العشرة اسم جنس وشموله بدلي لهذه العشرة وتلك العشرة ، والعام شموله دفعي ، فالعشرة بالاضافة إلى اجزائها ليست بعام. واما بالاضافة إلى آحادها فليست بعام أيضا ، كما ذكر وجهه.
في أن للعموم صيغة تخصّه
قوله : فصل لا شبهة في ان للعموم صيغة تخصّه لغة وشرعا ...
مثل لفظ : كل واجمع وأكتع وابتع وابصع ، ومثل لفظ قاطبة ، وفي ان للخصوص صيغة تخصه ايضا ، كالاعلام الشخصية ، كما يكون ما يشترك بين العموم والخصوص ، كالمعرف باللام فانه مع العهد يكون للخصوص سواء كان عهدا خارجيا نحو (جاءني القاضي) أم كان ذهنيا نحو (أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) ، أم كان ذكريا نحو (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) أم كان حضوريا نحو (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ، ومع عدم العهد يكون للعموم نحو (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) ، أي كل انسان لفي خسر ، لان مثل لفظ (كل) وما يرادفه في أية لغة كان ، وذلك مثل لفظ (هر) و (همه) في اللغة الفارسية يخص العموم ليس مما يشترك بين العموم والخصوص.