الخصوصية الذهنية لغو عبث لا يكاد يصدر عن جاهل فضلا عن الواضع الحكيم جلّ وعلا ، كما تقدّم هذا في علم الجنس. هذا مع ان التأويل والتصرف في القضايا المتعارفة غير خال عن التعسف لبعده عن مذاق العرف.
في الجمع المعرف باللام
قوله : واما دلالة الجمع المعرف باللام على العموم مع عدم دلالة المدخول عليه ...
وقد يتوهم ان دلالة الجمع المعرف باللام على العموم والاستغراق تنافي جعل اللام للتزيين ، إذ الدال عليه اما مدخولها وهو (علماء) مثلا ، واما مجموع المدخول واللام ، واما الدال عليه فهو اللام وحدها ، فالمدخول لا يدلّ عليه أصلا لأنّه يدلّ على الجمع وهو ذو مراتب من الثلاثة إلى العشرة إذا كان جمع قلّة ، ومن العشرة إلى ما لا نهاية له إذا كان جمع كثرة.
واما المجموع فلا يدل عليه أيضا إذ وضع المجموع من حيث المجموع للدلالة على العموم زائدا على وضع كلمة اللام ومدخولها فهو بعيد جدّا لأن الدال على إرادة هذه المرتبة التي هي العموم انما هو دلالة كلمة اللام وحدها على التعريف والتعيين نظرا إلى انه لا تعين في الخارج بعد دخولها إلّا خصوص هذه المرتبة.
وعلى طبيعة الحال فانقدح ان اللام تدلّ على العموم والاستغراق فالجمع المعرف باللام يدل على إرادة جميع أفراد مدخوله على نحو العموم الاستغراقي ، وما هذه إلّا بتوسط اللام وحدها.
فأجاب المصنّف قدسسره : أولا : بأنا نمنع تعيّن المرتبة المستغرقة لجميع الأفراد حتى يقال ان الجمع المعرف باللام يفيد العموم بواسطة اللام بتخيل عدم تعيّن شيء من مراتب الجمع عند الاطلاق من غير تقييده بمرتبة من مراتبه سوى الجميع.