والمرتبة الكاملة منها ما ذكره أمير المؤمنين عليهالسلام [١].
( مسألة ١ ) يجب عند ظهور أمارات الموت أداء حقوق الناس الواجبة [٢] ورد الودائع ، والأمانات التي عنده مع
______________________________________________________
العزم على تركه ، لكنه ليس مما نحن فيه. لكن الإنصاف : أنه لا فرق في امتناع العزم على الشيء مع العلم بعدم حصوله بين أن يكون لعدم القدرة عليه ، أو لتبدل إرادة المكلف وكراهته. ومما ذكرنا يظهر أن ما حكي في الذخيرة وغيرها عن جمع من العلماء من عدم اعتبار العزم بهذا المعنى في التوبة في محله.
[١] على ما رواه الشريف الرضي (ره) في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (ع) : « إن قائلا قال بحضرته : أستغفر الله. فقال : عليهالسلام : ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان : أولها : الندم على ما مضى. والثاني : العزم على ترك العود إليه أبداً. والثالث : أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة. والرابع : أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها. والخامس : أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم ، وينشأ بينهما لحم جديد. والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول : أستغفر الله » (١) وهذا منه (ع) وان كان بياناً للاستغفار الكامل ، لا للتوبة ، إلا أنه يصح أن يكون بياناً للتوبة الكاملة ، لاشتماله على الندم والعزم ، وزيادة.
[٢] بلا خلاف ظاهر ، ولا إشكال في الجملة ، كما يستفاد من
__________________
(١) الوسائل ، باب : ٨٧ من أبواب جهاد النفس ، حديث : ٤.