بحجّة. والثانيان : حجّتان فيكون لهذا البعض دعويان أحدهما نفي والآخر اثباتي ولكن يستفاد من كلام بعض الاخباريين تارة ان للقرآن الكريم ظواهر واخرى انّه ليس له ظواهر أصلا ، ولكن ظواهره ليست بحجّة لغير الراسخين في العلم ولغير من خوطب به ، فلهذا استدلّ على مدّعاه بوجوه خمسة ، ثلاثة منها ترتبط بمنع الصغرى ، واثنتان منها ترتبطان بمنع الكبرى.
الأوّل : دعوى اختصاص فهم القرآن بالأئمّة الطاهرين عليهمالسلام ، إذ لا يعرف القرآن إلّا من خوطب به ، ولهذا ورد في الروايات منع أبي حنيفة وقتادة عن الافتاء على طبق القرآن الكريم ، والمراد من أبي حنيفة أحد الأئمّة الأربعة ، وهو صاحب الرأي والقياس والاستحسان والفتاوى المعروفة في الفقه ، واسمه النعمان بن المنذر.
الثاني : لاشتمال الكتاب المبين على المضامين العالية الشامخة والمطالب الغامضة المعجزة الباقية إلى يوم القيامة والرموزات والكنايات مثل فواتح السور مثلا.
وعليه : فلا تصل إليها أفكار غير النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وغير خلفائه المعصومين عليهمالسلام ، لأنّهم راسخون في العلم وغيرهم غير الراسخين فيه أي في العلم. فهذا الوجه الثاني مع الوجه الأوّل في النتيجة والمآل متّحدان ، إذ الوجه الأوّل يدلّ على اختصاص فهم ظاهر القرآن الكريم بالراسخين في العلم وبمن خوطب به. فكذا الوجه الثاني ، حرفا بحرف.
غاية الأمر اختلفا في العلّة ، إذ علّة الاختصاص في الأوّل يحتمل أن تكون العلّة المذكورة في الوجه الثاني ويحتمل أن تكون علّة الاختصاص غيرها لا تصل أفهامنا إلى دركها وإدراكها.
ثمّ أيّد بعض المحدّثين الوجه الثاني بأنّه لا يصل الى فهم كلمات الأوائل إلّا فهم الأوحدي من الأفاضل ، مثلا كلمات الشهيدين والفاضلين والأنصاري والمحقّق