قولهم للناس فيعمل بالعلم لا بقول المظهرين بما هو هو تبعدا كما نسبه الطبرسي قدسسره في ذيل تفسير الآية الشريفة إلى حبر الامة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب (رضي الله تعالى عنهم) ، وأكثر أهل العلم من أنّ المقصود بها علماء اليهود والنصارى ، إذ كتموا نبوة سيد الأنبياء والمرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم حال كونهم واجدين في التوراة والانجيل نبوّة خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فالمقصود منها إظهار الحق وإيضاحه وحرمة الكتمان إنّما تكون ثابتة لأجل وضوح الحقّ بسبب كثرة من أفشى الحق وبيّنه للناس لئلا يكون للناس على الله حجة وبرهان في عدم الاعتقاد باصول الدين يوم القيامة ، بل كان له عليهم الحجة البالغة بعد الرسل ، وهي تتم بالإرسال ولا ريب في أنّ هذا الكلام ، أي كلام المصنّف وهو قوله : لئلا يكون للناس على الله حجّة إلى آخره اقتباس من كلام الله الواحد الأحد في سورة النساء (١) وفي سورة الإنعام قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (٢).
الاستدلال بآية السؤال
قوله : ومنها آية السؤال عن أهل الذكر وهي قوله تعالى (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(٣) ...
وتقريب الاستدلال بها على حجية خبر الواحد ما في آية الكتمان من دعوى الملازمة العقلية بين وجوب السؤال تدلّ صيغة الأمر وهي (فَسْئَلُوا) عليه ووجوب القبول أي قبول الجواب ، وإلّا تلزم لغوية وجوب السؤال بدون وجوب قبول الجواب. فيجب على العامي أن يسأل عن أهل الذكر وإذا أخبره عن المسئول
__________________
١ ـ سورة النساء ، آية ١٩٥.
٢ ـ سورة الإنعام ، آية ١٤٩.
٣ ـ سورة النحل ، آية ٤٣.