بالسيرة فاعتبار خبر الثقة بالسيرة يتوقف على تخصيص عموم الآيات الناهية بالسيرة فيصير تخصيص عمومها بها موقوفا عليه. ولكن تخصيص عمومها يتوقف على عدم الردع بالآيات الناهية عن السيرة فيصير التخصيص موقوفا فيلزم حينئذ كون الشيء الواحد موقوفا عليه وموقوفا ، وهو التخصيص وعدم الردع كما لا يخفى ، إذ اعتبار خبر الثقة بالسيرة العقلائية يتوقف على عدم الردع عنها بها أي عن السيرة بالآيات الناهية فيصير عدم الردع موقوفا عليه ، وعدم الردع عن السيرة يتوقف على تخصيص عموم الآيات بالسيرة العقلائية فيصير عدم الردع موقوفا ، والحال أنّه شيء واحد ماهية وثبوتا ، وكذا الكلام في تقييد الآيات الناهية بالسيرة حرفا بحرف.
في جواب المصنّف قدسسره عنه
قد أجاب المصنّف قدسسره عنه بأنّه يكفي في حجيّة خبر الثقة بالسيرة العقلائية عدم وجود المنع والردع عن السيرة لعدم قيام الدليل العقلي ، أو الشرعي على ردعها ومنعها كما يكفى في تخصيص السيرة للآيات الناهية عدم قيام الدليل على ردعها ، كما لا يخفى.
فالنتيجة انّ اعتبار خبر الثقة بالسيرة العقلائية لا يتوقف على عدم الردع عنها ثبوتا وواقعا بل يتوقف اعتباره بها على عدم العلم بالردع عن السيرة المستمرة فإذا لم يحصل العلم لنا بالردع العقلي ، أو الشرعي عن السيرة المذكورة فقد كفى ذلك في اعتبار السيرة ويثبت بها اعتبار خبر الثقة حينئذ.
وعلى طبيعة الحال فلا يتوقف اعتبار السيرة على عدم ثبوت الردع بالآيات الناهية عن السيرة واقعا ، بل يتوقف اعتبارها على عدم العلم بالردع عنها ، فاعتبار خبر الثقة يتوقف على اعتبار السيرة واعتبارها يتوقف على عدم العلم بالردع عنها وهو لا يتوقف أي عدم العلم بالردع عن السيرة لا يتوقف على شيء.