وعليه : فلا منشأ لتوهّم التداخل إلّا وضوح انّه ليس في معصية واحدة إلّا عقوبة واحدة ولكن غفل صاحب الفصول قدسسره عن ان وحدة المسبّب ، وهو عقاب واحد ، تكشف بنحو الآن عن وحدة السبب.
فإذا كان العقاب واحدا كان الهتك واحدا ، ووحدة الهتك تستلزم وحدة العقاب كما ان وحدة العقاب تكشف عن وحدة الهتك ، إذ العقاب معلول الهتك وهو علّته فمن وحدة المعلول نعلم وحدة العلّة ، إذ لا يصدر معلول واحد إلّا من علّة واحدة وإلّا لزم اجتماع العلّتين على معلول واحد ، وهو محال. وعليه فلا معنى للتداخل ؛ لعدم تعدد السبب في العاصي هذا تمام الكلام في التجرّي والانقياد.