ولا يخفى أيضا ان في عبارته هنا ثلاثة كلمة الماء الموصولة ، احدها وثانيها ، في كلمتين ممّا ، وثالثها في كلمة فيما.
وعليه : فلا محيص عن التوضيح ، وهو أن الضمير المستتر في كلمة ليس راجع إلى الضرر أي ليس الضرر دائما والضمير البارز في عنه يكون عائد الموصول الذي يكون المراد منه الشيء الذي يجب التحرّز عن هذا الشيء ، وذلك كالقاء النفس في معرض الهلكة لاحياء الاسلام مثلا ، والضمير البارز في ارتكابه وبه واحتماله راجع إلى الضرر.
والضمير البارز في كلمة عليه عائد الموصول الذي يكون المراد منه موردا ضرريا ؛ والضمير البارز في نظره راجع إلى الشارع المقدّس ، والضمير البارز في كلمة عن ضرره راجع إلى المورد الضرري.
والمراد بالموصول في ممّا في الاحتراز هو المصلحة ، ولا يخفى أيضا ان اللام الداخلة في كلمة المترتّب في عبارة المصنّف قدسسره موصولة إذ اللام التي تدخل على اسم الفاعل والمفعول موصولة غالبا ، وهي اشارة إلى الأثر الذي يترتّب على ارتكاب الضرر.
وعلى ضوء هذا : يكون معنى العبارة بهذا الشكل مع ان الضرر ليس الضرر دائما من جملة الشيء الذي يجب التحرّز عن هذا الشيء عقلا ، نحو القاء النفس في معرض الغرق والحرق و ... بل قد يجب عقلا ارتكاب الضرر في المورد الذي كان الأثر المترتّب على هذا المورد أهم في نظر الشارع المقدّس من المصلحة التي تترتّب في الاحتراز عن المورد الضرري.
مثلا أمرنا الشارع المقدّس بالحج والجهاد مع الكفار وهما مستلزمان للضرر الجاني والمالي فيجب علينا ارتكاب هذا الضرر لأنّ المصلحة التي تترتّب في هذا المورد الضرري أهم في نظر الشارع المقدّس عن المصلحة التي تترتّب على