في مفاد أخبار من بلغ
قوله : ثم انّه لا يبعد دلالة بعض تلك الأخبار على استحباب ...
وقد وقع الاختلاف في دلالة اخبار من بلغه ثواب بين الشيخ الأنصاري والمصنّف قدسسره.
قال الشيخ قدسسره : ان المستفاد من هذه الاخبار انها لا تفيد استحباب العمل الذي دل على استحبابه الخبر الضعيف وان الأخبار انّما تكون في صدد ان الانقياد لله تعالى حسن كما يحكم العقل بحسن الانقياد والاحتياط ، واستدل لذلك بما ورد في بعض تلك الأخبار من قول المعصوم عليهالسلام : من عمل عملا رجاء ذلك الثواب أو التماس ذلك الثواب. فإنّ ظاهره ان العمل المأتي به انّما يكون بعنوان الانقياد والخضوع برجاء الثواب أو بالتماس الثواب ، وعليه فلا يصحّ الافتاء باستحباب العمل الذي قام على استحبابه خبر الضعيف نظرا إلى هذه الأخبار ، وهذا واضح لا ستر فيه.
أمّا المصنّف قدسسره فقد ذهب إلى انّها تفيد الاستحباب ، أي استحباب العمل الذي دل على استحبابه خبر الضعيف ، واستدلّ عليه بأنّه جعل في بعض الأخبار الثواب بازاء العمل بما هو هو مثل قول المعصوم عليهالسلام فعله كان أجر ذلك له ، والمقصود من المشار إليه ذلك هو العمل المأتي به فأضاف المعصوم عليهالسلام كلمة الأجر إليه ، أي إلى العمل ، أي أجر العمل المأتي به فيستفاد من هذه الإضافة ان الثواب مترتّب على نفس العمل بما هو هو والثواب لا يكون إلّا على واجب أو مستحبّ.
إذا عرفت ذلك فقال لا يبعد دلالة بعض تلك الأخبار على استحباب العمل الذي بلغ عليه الثواب فإنّ صحيحة هشام بن سالم رحمهماالله المحكية عن كتاب المحاسن للبرقي قدسسره عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : من بلغه عن النبي