بيان العمل بالبراءة قبل الفحص من الاحكام
قوله : ولا بأس بصرف الكلام في بيان بعض ما للعمل بالبراءة قبل الفحص ...
يقع الكلام في أمور :
الأول : أنّه لا ينبغي التأمّل في عدم حسن العقاب بترك التعلم إذا كان عمل المكلف موافقا للاحتياط ، إذ لا وجه له بعد تحقّق الانقياد وعدم المخالفة إلّا دعوى وجوب التعلّم نفسيا وهو خلاف ظاهر الأدلّة.
الثاني : أنّه لا ينبغي التأمّل في استحقاق العقاب بترك التعلم إذا كان العمل مخالفا للواقع مع التفات المكلف إليه حال العمل ، وهذا مقتضى النصوص الكثيرة.
الثالث : هل يدور العقاب مدار مخالفة الواقع مطلقا ، أي سواء كان على خلافه طريق معتبر بحيث يعثر عليه المكلف بالفحص ، أم لم يكن على خلافه طريق معتبر ودليل تام العيار ، أو يختص بما إذا لم يكن على خلافه طريق معتبر ، قولان أقواهما الثاني.
الرابع : لو ترك التعلم فغفل عن الواقع وعمل حال غفلته فخالف الواقع فصريح المصنّف قدسسره انّه لا شبهة في استحقاق العقاب والغفلة حال المخالفة لا تمنع من حسن العقاب عليها وإن كانت المخالفة حينئذ بلا اختيار لاستنادها إلى تقصيره في ترك التعلم وقد تقرّر في علم الكلام حسن العقاب على ما ليس بالاختيار إذا كان منتهيا إلى ما هو الاختيار ، إذ الامتناع بالاختيار لا ينافي الاختيار لأنّ المكلف ترك التعلم بالاختيار والفحص بالإرادة حين التفاته إلى عدم خلو الواقعة عن حكم فيصح العقاب على الغفلة لانتهائها إلى ترك التعلّم والفحص وهو أمر اختياري المكلف فالانتهاء إلى الاختيار كاف في صحّة العقوبة بل مجرّد ترك التعلّم والفحص