الأقل والأكثر الارتباطيين
قوله : المقام الثاني في دوران الأمر بين الأقل والأكثر الارتباطيين ...
المراد من الأكثر الارتباطي هو المركب من أمرين ، أو أمور يترتّب عليها غرض واحد ، أو أغراض متعدّدة متلازمة في مقام الثبوت والسقوط بحيث لا يترتّب الأثر المقصود على بعضها إلّا في ظرف وجود الباقي ؛ ومن هنا لا يسقط الأمر ببعضها إلّا في ظرف سقوط الأمر بالباقي ، وذلك كما علمنا بالتكليف ولكن كان المكلف به مردّدا بين الأقل والأكثر ، مثل الصلاة مع السورة ، أو بلا سورة ، إذ نعلم علما قطعيا أن صلاة الظهر مثلا واجبة علينا قطعا ، ولكن تكون هذه الصلاة المأمور بها مردّدة بين كونها عشرة أجزاء ، أو تسعة أجزاء لأنّه لو كانت السورة بعد الحمد جزئها فأجزاؤها عشرة ؛ ويقابله الأكثر الاستقلالي ، وذلك كالقضاء الفوائت المردّد بين الأقل والأكثر فانّ كل واحد من أجزائه يترتّب عليه الفرض ولو في ظرف عدم الباقي فانّ قضاء كل صلاة يترتّب عليه الفرض ولو مع عدم قضاء صلوات بقيّة الأيّام ، أو كصوم شهر رمضان المبارك ، فانّ صوم كل يوم يترتّب عليه الفرض ولو مع عدم صوم بقيّة أيّامه.
وفي الأكثر الارتباطي خلاف بين الأعلام (رض) من حيث البراءة والاشتغال ، الأول هو مختار الشيخ الأنصاري قدسسره ، والثاني هو مختار المصنّف قدسسره قال الحق أن العلم الاجمالي بثبوت التكليف بين الأقل والأكثر أيضا يقتضي الإتيان بالأكثر كما يقتضي بثبوته بين المتباينين كالجمعة والظهر الاحتياط عقلا والإتيان بهما معا لأجل تنجّز التكليف بسبب العلم الاجمالي حيث تعلّق العلم الاجمالي بثبوت التكليف فعلا ونقدا.