ويحتمل أن ينصرف إلى الرسالة ، أي : رسالة محمد صلىاللهعليهوسلم تذكرة.
ويحتمل : أي : هذه السورة ، أو الآيات كلها تذكرة.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) :
قال بعضهم : من شاء اتخذ عند ربه جاها ومنزلة لنفسه.
أو (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً).
[أي](١) إلى ما دعاه إليه ربه ، وذلك يكون بالإجابة فيما دعاه إليه.
أو من شاء اتخذ إلى ما وعد له ربه في الآخرة سبيلا في أن يقبل على طاعته ، ويشغل نفسه بعبادته.
قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢٠)
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ) :
قال أبو عبيد : الصواب أن يقرأ : ونصفه وثلثه بالخفض ؛ على معنى إضافة (أَدْنى) إليها ، فكأنه يقول : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ، وأدنى من نصفه ، وأدنى من ثلثه ، و (أَدْنى) يكون على الزيادة والنقصان جميعا ؛ لأن (٢) فضل ما بين الثلث ، إلى النصف هو السدس ؛ فإذا زاد على الثلث أقل من نصف السدس ، فهو إلى الثلث أدنى ، وكذلك (٣) إذا نقص من الثلث شيئا قليلا ، فهو إلى الثلث قريب ؛ فيكون إليه أدنى ، وكذلك الفضل فيما بين النصف إلى الثلثين هو السدس ، فإذا زاد على النصف أكثر من نصف السدس ، فهو إلى الثلثين أدنى ، وإذا نقص من نصف السدس فهو إلى النصف أدنى وأقرب.
ومنهم من اختار النصب (٤) فيهما ، والوجهان جميعا محتملان ؛ لأن قوله : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ) ليس فيه إيجاب حكم مبتدأ ؛ وإنما فيه إخبار عن القيام
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) في أ : أن.
(٣) في ب : فكذلك.
(٤) في ب : النصف.