[سورة الضحى ، هي مدنية](١)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى : (وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)(١١)
قوله ـ عزوجل ـ : (وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى).
قال بعضهم : الضحى : هو ضوء النهار ، كقوله : (وَضُحاها) [الشمس : ١] ، أي : ضوؤها.
وقال بعضهم (٢) : هو ساعة من النهار ، وهي [من](٣) أول النهار ، ويقال : صلاة الضحى ، وهي عند ضحوة النهار.
ومنهم من يقول : هو كناية عن الحر ؛ كقوله : (أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى) [طه : ١١٨] إلى قوله : (وَلا تَضْحى) [طه : ١١٩] ، أي : لا يصيبك الحر ، والله أعلم.
ومنهم من يقول (٤) : هو كناية عن النهار كله ، أقسم به ، وبالليل الذي ذكر.
فإن كان المراد من الضحى هو ضوء النهار ، ومن (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) : ظلمته ؛ فيخرج القسم به على أن ظلمة الليل تستر الخلائق كلهم في طرفة عين ، وكذلك ضوء النهار يكشف الستر ، ويجلي بطرفة عين جميع الخلائق ، من غير أن يعلم أحد ثقل ذلك الستر أو خفة ذلك الضوء ، فأقسم بذلك لعظيم ما فيهما من الآية.
وإن كان المراد منه نفس الليل والنهار ؛ فالقسم بهما لما جعل فيهما من المنافع الكثيرة.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِذا سَجى) اختلف فيه :
قال بعضهم (٥) : إذا استوى.
__________________
(١) في ب : ذكر أن سورة (وَالضُّحى) مكية.
(٢) قاله قتادة : أخرجه ابن جرير (٣٧٤٩٢) ، وعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٦٠٩).
(٣) سقط في ب.
(٤) في ب : قال.
(٥) قاله مجاهد : أخرجه الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير (٣٧٤٩٦ ، ٣٧٤٩٧) ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٦٠٩).