[سورة والتين ، وهي مكية](١)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)(٨)
قوله ـ عزوجل ـ : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) :
قال : هذه السور كلها نزلت في محاجة أهل مكة ، سوى سورة (وَالضُّحى) و (أَلَمْ نَشْرَحْ) ؛ فإنهما جاءتا في تذكير منن الله تعالى لرسوله ـ عليهالسلام ـ :
إحداهما : خاطبه جبريل ـ عليهالسلام ـ في تذكر ما من عليه ، والأخرى خاطبه ربه ـ جل جلاله ـ بذلك ، وأما غيرهما (٢) من السور فإنما (٣) جاءت في محاجة أهل مكة.
ثم قوله ـ عزوجل ـ : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) : قسم ؛ أقسم تأكيدا للحجج التي أقامها ما لو لا القسم لكان ما ذكر يوجب ذلك ، [لكن في](٤) القسم تأكيد ما ذكر من الحجة.
ثم اختلف أهل التأويل في قوله : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) :
قال بعضهم (٥) : هو التين الذي [يأكله الناس ، والزيتون الذي يستخرجون منه الزيت](٦) ، كذا روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه سئل عن قوله : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)؟ فقال : تينكم وزيتونكم هذا (٧).
وقال بعضهم (٨) : هما جبلان بالشام.
وقال بعضهم (٩) : هما مسجدان في الشام : أحدهما : مسجد دمشق ، والآخر : مسجد بيت المقدس.
__________________
(١) في ب : ذكر أن سورة (وَالتِّينِ) مكية.
(٢) في ب : غيرها.
(٣) في ب : فلما.
(٤) في ب : فمن.
(٥) قاله الحسن ، وعكرمة ، ومجاهد ، وإبراهيم ، والكلبي أخرجه ابن جرير عنهم (٣٧٥٥٥ ، ٣٧٥٦٦).
(٦) في ب : يأكلونه.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، بنحوه كما في الدر المنثور (٦ / ٦٢٠).
(٨) قاله عكرمة أخرجه ابن جرير عنه (٣٧٥٧١).
(٩) قاله كعب الأحبار أخرجه ابن جرير (٣٦٥٦٧) وابن الضريس ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٦١٩).