الله عنهما ـ أنه قرأ : من كل امرئ سلام ، وقال : يعني : الملائكة (١).
ثم قال بعضهم : اختلفت الروايات عن النبي صلىاللهعليهوسلم في ليلة القدر متى تكون؟ واختلفت الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فيها : روى عبد الله بن أنيس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «التمسوها في العشر الأواخر ، واطلبوها في كل وتر».
وروى عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليلة تسع عشرة من رمضان ، وليلة إحدى وعشرين ، وليلة ثلاث وعشرين».
وروى ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر» (٢).
وروي أنها في سبع وعشرين.
وعن عبد الله بن عمر أنه : سئل النبي صلىاللهعليهوسلم عن ليلة القدر ـ وأنا أسمع ـ قال : «هى في كل رمضان».
وعن زر (٣) قال : قلت لأبي بن كعب : أخبرنى عن ليلة القدر ، يا أبا المنذر ؛ فإن صاحبنا عبد الله بن مسعود سئل عنها ، فقال : من يقم الحول يصبها فقال : نعم ، رحم الله أبا عبد الرحمن ، والله لقد علم أنها في رمضان ، كره أن تتكلوا ، والله إنها في رمضان ، ليلة سبع وعشرين.
ثم ليس لنا ، ولا لأحد أن يشير إلى تلك الليلة ، فيقول : هي ليلة كذا : ليلة سبع وعشرين ، أو تسع وعشرين ، إلا أن يثبت بالتواتر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ذلك خبر بالإشارة إليها ؛ فعند ذلك يسع ، وإلا كانت مطلوبة في الليالي.
وعلى هذا الوجه تخرج الأخبار المروية على التوافق دون المناقضة ، وتكون كلها صحيحة ؛ فتكون في سنة (٤) بعض الليالي ، وفي سنة أخرى في غيرها ، وفي سنة في العشر الأواخر من رمضان ، وفي سنة العشر الأوسط من رمضان ، وفي سنة في العشر الأول ، وفي سنة في غير رمضان ، والله أعلم بالصواب (٥).
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٣٧٧١٦).
(٢) أخرجه البخاري (٤ / ٣٠١) كتاب فضل ليلة القدر ، باب : التماس ليلة القدر في السبع الأواخر رقم (٢٠١٥) ، ومسلم (٢ / ٨٢٢ ، ٨٢٣) كتاب الصيام ، باب : فضل ليلة القدر والحث على طلبها ... رقم (٢٠٥ ـ ١١٦٥).
(٣) في أ : زبير.
(٤) في أ : فيكون في سمة.
(٥) في ب : بذلك.