[الحجر : ١٥] ، يقول [الله](١) تعالى : يرتفع عنهم السحر عن أبصارهم ، فيرونها عين اليقين.
وقوله ـ عزوجل ـ : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) ظاهر هذا يقتضي أن يكون سؤالهم بعد ما دخلوا النار ؛ لأنه قال : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَ) بعد ما وصف أنهم يدخلون النار ؛ فبان أنه في ذلك الوقت ، فإن كان على ذلك ، فهو في موضع التقرير عندهم : أنهم استوجبوا المقت والعقوبة ؛ لأنه كان عندهم أن من أنعم عليه بنعمة ، فلم يشكرها ، استوجب المقت والعقوبة ؛ فالله ـ تعالى ـ يسألهم في ذلك الوقت عن شكر ما أنعم عليهم ؛ ليقرر عندهم استيجاب العقوبة ، ويجوز أن يكون هذا عند الحساب ؛ لأنه قال : (يَوْمَئِذٍ) ، ولم يقل : قبل ذلك ، أو بعده ؛ بل قال على الإطلاق ؛ فيعمل به.
وإذا احتمل ذلك الوجه [أن ينصرف] إلى المؤمنين والكافرين كان الوجه في سؤال المؤمنين تذكيرهم أن أعمالهم لم تبلغ ما يستوفي بها شكر النعمة التي أنعمها عليهم ، وليعلموا أن الله ـ تعالى ـ تفضل عليهم ، وتجاوز عنهم ، لا أن بلغت إليه حسناتهم ، فاستوجبوا رحمته بها ؛ بل بكرمه وفضله.
وإن كان في الكافرين ، فهو تقرير ما استوجبوا من نقمته حيث تركوا شكر نعمه.
ثم قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) إن كان السؤال من الكفرة فإنهم يسألون عما تركوا من الإيمان بالله ـ تعالى ـ وبما أتى إليهم الرسول صلىاللهعليهوسلم وبغير ذلك من النعيم.
وإن كان في المؤمنين فهو في سائر النعم من المأكول والمشروب والملبوس ونحوها ، والله أعلم.
* * *
__________________
(١) سقط في ب.