سورة الإخلاص
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٤)
قوله ـ عزوجل ـ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) :
ذكر أن أهل مكة سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن نسب الله تعالى.
وقيل : عن صفته.
وقيل عن الله تعالى : ما هو؟.
فنزلت هذه السورة معلمة بجميع من يسأل عنه [و] جوابه ؛ ولذلك أثبت (قُلْ) ؛ ليكون مخاطبة كل مسئول عن ذلك أن قل ، لا على تخصيص الرسول صلىاللهعليهوسلم بهذا الأمر ؛ إذ ليس في حق الائتمار بالأمر إعادة حرف الأمر في الائتمار ؛ فتبين بذلك أنه ليس على تخصيص الرسول صلىاللهعليهوسلم بالتعليم ، بل هو أحق من سبق له الغناء عن تعليم الإجابة لهذا عند حضرة هذا السؤال ، كما سبقت منه الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ بحقيقة ما يقتضي ما جرى به السؤال ، وكما أثبت كذلك (١) ؛ ليقرأه أبدا ، وحق المخصوص بالأمر أن يأتمر ، ولا يجعل ذلك متلوا كذلك في الوقت الذي يحتمل المأمور الأمر به ، والوقت الذي لا يحتمل ؛ فثبت أن ذلك على ما بينا ، ودل (٢) قوله : (قُلْ) : أنه على أمر سبق عنه السؤال ؛ فيكون في ذلك إجابة لما سبق عنه السؤال ، وكذلك جميع ما في القرآن (قُلْ) ففيه أحد أمرين :
إما إجابة عن أمر سبق عنه السؤال ؛ فينزل بحق تعريف كل مسئول عن مثله.
أو يكون الله ـ تعالى ـ إذ علم أنه ـ عليهالسلام ـ أو من يتبعه يسأل عما يقتضي ذلك الجواب ؛ فأنزل ما به يبقى في أهل التوحيد ؛ منا منه وفضلا.
ثم لم يجب تحقيق الحرف الذي وقع عنه السؤال إلا لمن شهد وسمع ، وقد يتوجه ذلك [الحرف الذي وقع عنه](٣) إلى ما ذكروا من الأسباب وغيرها ، وفيما نزل يصلح جواب ذلك كله ويليق به ، وإن كنا لا نشهد على حقيقة ما كان أنه ذا ، دون ذا ونجيب بذلك لو سئلنا عما ذكرنا ، وعن كل حرف يصح في العقل والحكمة الجواب بمثل ما اقتضته هذه السورة.
__________________
(١) في ب : لذلك.
(٢) في ب : وذلك.
(٣) سقط في ب.