* المبحث الرابع.
* التفسير في عهد أتباع التابعين :
وهي المرحلة الرابعة من مراحل التفسير ، أطلق عليها المتأخرون (مرحلة التدوين) وهو خطأ فاحش استغله المستشرقون (١). المهم أن أشهر من عرف من المفسرين في هذا العهد : سفيان بن عيينة ، وابن وهب ، وعبد الرازق الصنعاني ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، ووكيع بن الجراح ، وشعبة بن الحجاج ، ويزيد بن هارون و.... وغيرهم. وقد ثبت أن أغلب المذكورين كتبوا تفاسير نسبت إليهم.
* مزاياه ، ومآخذ عليه :
اتسعت علوم التفسير وجهاته ، وأصبح منفصلا عن الحديث بشكل أكثر وضوحا. وأدخل بعض مفسري هذا العهد المزيد من الإسرائيليات في تفسيرهم. وجمع في التفسير الواحد بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي. ولكن غالب التفسير معتمد على الراوية .... وكانت تظهر شخصية المفسر نفسه بما يرجحه أو يعتمده. وظهر في التفاسير المؤلفة في هذه الفترة الانتصار للمذاهب الكلامية. وتفاسير هذه الفترة مدونة ؛ إذ بين أيدينا اليوم عدد منها كتفسير عبد الرازق الصنعاني وغيره. لكن كان لمدرسة العراق التي تميزت بالاتجاه إلى التفسير بالرأي خاصة بعض المآخذ ، إذ كان من تلامذتها
__________________
(١) انظر بيان ذلك ورده بأسلوب علمي هادي في «ابن عيينة مفسرا» (ص ١٠١ ـ ١٠٤).