عن أنس ، أنّ نفرا من عكل قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأسلموا ، واجتووا المدينة ، فأمرهم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يأتوا إبل الصّدقة ، فيشربوا من أبوالها ، وألبانها ، فقتلوا راعيها ، واستاقوها ، فبعث النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في طلبهم قافّة ، فأتي بهم ، فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمل أعينهم ، ولم يحسمهم ، وتركهم حتّى ماتوا ، فأنزل الله عزوجل (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) الآية.
* * *
__________________
ـ (الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) ـ إلى قوله ـ (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) وفيمن نزلت وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أنس بن مالك فيه ، كلهم من طريق عبد الله بن زيد أبي قلابة ـ به انظر تحفة الأشراف (رقم ٩٤٥).
قوله «عكل» : بضم المهملة ، وإسكان الكاف قبيلة من تيم الرباب.
قوله «اجتووا المدينة» : اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة ، وقيدت بما إذا تضرر بالإقامة وهو المناسب للقصة.
قوله «قافة» : جمع قائف : وهو الذي يقتفي الأثر.
قوله «سمل أعينهم» : سمل بالتخفيف : فقء العين بأي شيء كان.
قوله «لم يحسمهم» : أي لم يك ما قطع منهم بالنار لينقطع الدم بل تركه ينزف.