فتح المغيث (٢ / ٢٠ ـ ٢١) ، وذكر ابن الأثير سببا آخر فقال : وقيل : إن الحارث كان خائضا في أمور تتعلق بالسلطان ، فقدم أبو عبد الرحمن فدخل إليه في زيّ أنكره ـ قالوا : كان عليه قباء طويل ، وقلنسوة طويلة ـ فأنكر زيّه وخاف أن يكون من بعض جواسيس السلطان ، فمنعه من الدخول إليه ، فكان يجيء فيقعد خلف الباب ، ويسمع ما يقرؤه الناس عليه من خارج ، فمن أجل ذلك لم يقل فيما يرويه عنه «حدثنا ، وأخبرنا».
استدلّ ابن الأثير (ت ٦٠٦) من هذه الواقعة أن الإمام النسائي «كان ورعا متحريا ، ألا تراه يقول في كتابه «الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ، ولا يقول فيه «حدثنا» ولا «أخبرنا» كما يقول عن باقي مشايخه».
هذا ما حدث بين المصنف وشيخه الحارث بن مسكين ، لكن ما هو السبب المباشر لهذه الخشونة بينهما ، فقد ذكر في هذه الرواية.
١ ـ خشونة بينهما ، وهذا سبب عام.
٢ ـ خوف الحارث وتشككه فيه بسبب زيّه الغريب. وزيّه هذا لعل السبب فيه أن الإمام النسائي ـ يقينا ـ كان من الموسرين لتزوجه من أربع وتملكه سرّيتان الواحدة بالمائة وأكله ديكا في كل يوم ، وغير ذلك ـ ومما سبق في ترجمته في مبحث ملامحه الشخصية من البرود النوبية الخضر ، وما حكي عنه من