من يريد الخلاص : بماله أو جاهه ، فالدين شغوف جدّا بالحرية الكاملة لكل فرد ، ولكل أمة.
ومنه إقامة الصلاة كاملة مقومة تامة الأركان والشروط مع الاستحضار القلبي الذي يبدأ بقولك : الله أكبر ، وينتهى بالسلام.
ومنه البر والوفاء بالعهد ؛ فإنه من آيات الإيمان ، وضده من آيات النفاق كما ورد : «آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان».
ونهاية الصفات وأعلى درجات البر والإيمان : الصبر : في البأساء والضراء وحين البأس ، فالصبر نصف الإيمان ، بل الدليل على الإيمان الكامل أن يصبر الإنسان ويحتسب أجره عند الله في الفقر وشدته ، والضر وإصابته ، وحين القتال وقوته ، ولا شك أن هذه هي المواقف التي يظهر فيها الإيمان الكامل.
أولئك الموصوفون بما ذكرهم الصادقون في الإيمان ، وأولئك البعيدون في درجة الكمال ، هم المتقون عذاب الله الفائزون بثوابه.
حق الله في المال
الله ـ سبحانه وتعالى ـ جمع في هذه الآية صورتين للإنفاق : صورة فيها إعطاء لمال محددا معينا على كيفية مخصوصة ، وهو ما يعبر عنه بالزكاة المقيدة (وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ).
وصورة أخرى وهي إعطاء المال من غير تقييد ولا تحديد بل ترك تقييده وتحديده لحال الأمة ، وهو ما عبر عنه : (آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى) ويسمى بالزكاة المطلقة ، وفي هذا إشارة إلى أن المال يتعلق به حق معلوم ، وآخر يترك للظروف وما تستدعيه الحال.
أليس هذا علاجا للأزمات النفسية التي بين الفقراء والأغنياء ، أليس هو الدواء الناجع لبطر الأغنياء وشحهم بالمال؟ أليس معناه أن هناك حقا في يد الحاكم يفرضه على الأغنياء للفقراء حتى تهدأ نفوسهم وتسكن؟ أليس الدين بهذا قد حل المشكلة من ثلاثة عشر قرنا : المشكلة بين الرأسمالية والشيوعية!!