في الآخرة ، أما الدنيا فليست محل جزاء بل محل ابتلاء واختبار وعمل ، ولو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء. ولذا فالله يبسط الرزق لمن يشاء ولو كان كافرا فاسقا ، ويقتر الرزق على من يشاء ولو كان مؤمنا طائعا ، فهو يرزق من يشاء بغير حساب ولا نظر إلى دينه.
الحاجة إلى الرسل
كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢١٣)
المفردات :
الأمّة : الجماعة من الناس ، وقد تطلق على الملة. (بَغْياً) : حسدا.
المعنى :
يقول الله ـ سبحانه ـ ما معناه ـ وهو الأعلم بمراده ـ : كان الناس يعيشون بفطرتهم في هذه الدنيا يحدوهم عقلهم ، وتسوقهم رغباتهم وغرائزهم البشرية ، إلى سكنى الدنيا وعمارتها ، وهذا الحال يقتضى التنازع والتدافع والخروج عن جادة الطريق والاختلاف ، فتسوء حالهم ، فينعم الله عليهم بإرسال مبشرين ومنذرين يخرجونهم من الظلمات إلى النور لئلا يكون للناس على الله حجة بعد إرسال الرسل ، وأنزل مع كل