وصنف كفر بالله ثم تاب ورجع ثم عاد إلى الكفر فلن تقبل توبته ، وقيل : هم الكافرون يتوبون عن بعض الذنوب مع بقائهم على الكفر. وهذا هو معنى (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ).
وصنف كفروا بالله وماتوا وهم كفار ، فلن يقبل من هؤلاء فدية مهما كثرت ولو كانت ملء الأرض ذهبا ، أولئك لهم عذاب أليم وما لهم في الآخرة من ناصر ولا شفيع.
الإنفاق أيضا
لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (٩٢)
بعد أن حاج الله أهل الكتاب وأبان أنهم يلبسون الحقّ بالباطل وأنهم لم يؤمنوا بالله حقا ، بل يكتمون الحق وهم يعلمون أن محمدا رسول الله قد بشر به في التوراة والإنجيل.
بعد هذا أراد أن يدلل على عدم إيمانهم بشح نفوسهم وبخلهم بالإنفاق في الخير ، والإنفاق لعمري أكبر دليل على صدق الإيمان.
وإنهم لن يصلوا إلى البر ولن يكونوا بارين بالله إلا إذا أنفقوا ما يحبون من كريم ما يملكون ، أما وقد شحت نفوسهم برديء المال فضلا عن كريمه فهم بعيدون عن الصدق في دعواهم الإيمان والطاعة لمولاهم ، وما تنفقون من شيء سواء كان كريما أو رديئا فإن الله به عليم ولا يخفى عليه إخلاصكم ورياؤكم.