وما حصل لمكة أثناء الفتح الإسلامى فليس مما نحن فيه ، إذ كان المنادى ينادى من قبل الرسول : من دخل المسجد فهو آمن ، ومن دخل داره فهو آمن ، ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ).
وما حصل في أيام الحجاج فهو من أفاعيل السياسة ، وما كان أحد في الجيش يعتقد حل ذلك.
ومن مزاياه العالية وجوب الحج إليه على المستطيع من المسلمين.
فواجب الله على الناس أن يحج المستطيع منهم ، فهو ركن من أركان الدين ، وفريضة من فرائض الإسلام ، وقد مضت بعض أحكامه في الجزء الثاني ؛ واستطاعة الحج أمر موكول للإنسان وضميره ودينه ، أما تفسيرها بوجود الزاد والراحلة وأمن الطريق والقدرة على السفر فهذا كله يرجع إلى الدين ، ومن جحد ما تقدم وكفر ولم يمتثل أمر الله في الحج وغيره فإن الله لم يوجبه لحاجته إذ هو الغنى عن العالمين جميعا.
أهل الكتاب وعنادهم وما يضمرونه للإسلام
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (٩٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩)
المفردات :
(شَهِيدٌ) الشهيد : العالم بالشيء المطلع عليه. (تَصُدُّونَ) : تصرفون. (تَبْغُونَها) : تطلبونها. (عِوَجاً) العوج : الميل عن الاستواء في الأمور المعنوية كالدين مثلا ، والمراد هنا : الزيغ والتحريف.