وقيل : معنى الشهادة أن أعمالهم تقاس بأعمال أنبيائهم ، وتعرض عليهم يوم القيامة. وأما الرسول الأعظم خاتم الأنبياء والمرسلين فهو شهيد على الأنبياء جميعا صلىاللهعليهوسلم روى البخاري والنسائي من حديث ابن مسعود أنه قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اقرأ علىّ ، قلت : يا رسول الله : أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال : نعم ؛ أحب أن أسمعه من غيرى ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا) فقال صلىاللهعليهوسلم : حسبك الآن. فإذا عيناه تذرفان.
فانظر كيف بكى النبي صلىاللهعليهوسلم لهذا اليوم؟! يومئذ يلاقون ما يلاقون ، يومئذ يود الذين كفروا بالله وعصوا رسول الله أن يدفنوا في الأرض كالبهائم ويسوى بهم فيكونون سواء (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) (١) وأنهم يودون لو يكونون ترابا فتسوى بهم الأرض ، والحال أنهم لا يكتمون الله حديثا ولا يكذبون في قولهم (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (٢) لأنهم حينما يقولون ذلك تنطق عليهم أيديهم وأرجلهم بأعمالهم والشهادة عليهم بالشرك ، فلشدة الأمر عليهم يتمنون لو تسوى بهم الأرض.
بعض شروط الصلاة مع بيان رخصة التيمم
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً (٤٣)
__________________
(١) سورة النبأ آية ٤٠.
(٢) سورة الأنعام آية ٢٣.