ففي الآية نذير وقوع الخطر بهم حتما ، ثم جاءوك بعد ظهور حالهم ، يحلفون بالله ـ وهم الكاذبون ـ قائلين : ما أردنا بأعمالنا هذه إلا إحسانا في المعاملة وتوفيقا بين الخصوم بالصلح أو الجمع بين منفعة الخصمين.
أولئك الذين لعنهم الله وعلم ما في قلوبهم من الكيد والحقد والحسد ، جزاؤهم الإعراض عنهم وعدم مقابلتهم بالبشاشة والترحاب لعل هذا يجعلهم يفكرون في أمر أنفسهم ، ويقبلون نصحك ووعظك فأعرض عنهم ، وعظهم ، وقل لهم قولا بليغا يصل إلى شغاف قلوبهم ويؤثر في نفوسهم ، وهذه شهادة من الله للنبي صلىاللهعليهوسلم بأنه صاحب القول البليغ والكلام المؤثر الدقيق «أوتيت جوامع الكلم» «أدبنى ربي فأحسن تأديبي» حديث شريف. وأما جزاؤهم في الآخرة فمعروف لا يجهلونه.
إرشادات وآداب للسلم والحرب
وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً (٦٤) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (٦٦) وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ