لأن الوجه هو المرآة لما في القلب ، ومع هذا الإيمان الكامل هو محسن للعمل ، والإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، واتبع ملة إبراهيم وطريقته حالة كونه حنيفا ومائلا عن الشرك ، فهو الذي تبرأ من الوثنية وأهلها (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ. إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ. وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (١).
(وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) جملة اعتراضية تفيد مبلغ تفانى إبراهيم الخليل في الذات العلية وإخلاصه في إيمانه إخلاصا جعله خليل الرحمن عدو الشيطان ، وقد اختصه الله بكرامات ومنزلة يشبه بها الخليل لدى خليله ، ومن كان كذلك كان جديرا بأن تتبع ملته وطريقته.
واعلموا أن لله ما في السموات والأرض ملكا وخلقا وتصريفا وعبيدا ؛ فهو القادر على جزاء العاملين خيرا أو شرا. إذ الكل ملكه فلم يخرج أحد من ملكوته ، وهو المستحق للطاعة والعبادة وحده ؛ إذ هو المالك ومن عداه مملوك ، ولم يتخذ إبراهيم خليلا لحاجة ؛ إذ له ملك السموات والأرض وما فيهن ، وإبراهيم عبد خاضع ، والمولى سيد قاهر جل شأنه ، وكان الله بكل شيء محيطا بعلمه وقدرته وتدبيره وخلقه.
حقوق الضعفاء وعلاج المشاكل الزوجية
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً (١٢٧)
__________________
(١) سورة الزخرف آية ٢٦ ـ ٢٨.