المفردات :
(مُعْرِضِينَ) الإعراض : التولي عن الشيء. (بِالْحَقِ) أى : بالأمر الثابت المتحقق في نفسه ، والمراد به هنا الدين. (أَنْباءُ) جمع نبأ : وهو الخبر المهم. (مِنْ قَرْنٍ) القرن من الناس : القوم المقترنون في زمن واحد ، ومدته من الزمن مائة سنة ، وقيل غير ذلك. (السَّماءَ) المراد : المطر. (مِدْراراً) : مبالغا فيه في الكثرة والغزارة. (كِتاباً) : صحيفة مكتوبة. (قِرْطاسٍ) : الورق الذي يكتب فيه. (وَلَلَبَسْنا) اللبس : الستر والتغطية ، والمراد : جعلنا أمرهم يلتبس عليهم فلا يعرفونه.
ما تقدم من الآيات كان في إثبات الوحدانية ، وكمال الربوبية لله ـ سبحانه وتعالى ـ وإثبات البعث ، وأن الله الذي يعترفون له بخلق السموات والأرض هو الإله المعبود بحق ، المحيط علما بكل شيء لا إله إلا هو!!! ولكنهم أشركوا بالله وكذبوا رسله ، ولم يؤمنوا بهذه الآيات الكونية ولا الآيات القرآنية التي تناديهم ليصدقوا بها ويصدقوا برسولها صلىاللهعليهوسلم وهذه الآيات تشير إلى سبب التكذيب والكفر!!
المعنى :
وما تأتيهم أية آية من آيات ربهم الذي رباهم ، وتعهدهم في حالتي الضعف والقوة ، وكفل لهم الرزق ، وآتاهم من كل شيء ، وكفل لهم جميع ما في الأرض ، ما تأتيهم آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [سورة الأنبياء آية ٢].
فهم لم ينظروا نظرة اعتبار وتأمل ، ولم يجردوا أنفسهم من قيد التقليد ، وحمى العصبية ، وحماقة الجاهلية ، فهم إذا أتتهم آية أعرضوا وقالوا : سحر مستمر (وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ). [سورة الأعراف آية ١٣٢].
فبسبب هذا قد كذبوا بالحق والدين الصدق ، الذي دعا إليه القرآن الكريم وجاء به النبي الأمين : من الدعوة إلى العقائد الصحيحة ، والآداب الكريمة ، والمثل العليا ، ولكون الإعراض طبيعة فيهم وغريزة كذبوا بسرعة فائقة عقب الدعوة مباشرة ، وكانت