قواعد التوحيد في الدنيا لله ـ سبحانه وتعالى ـ وإن اختلفت في الشكل وطرق الأداء والمعجزات ، تبعا لظروف كل زمن وأمة ، أولئك الذين آتيناهم الكتاب كصحف إبراهيم وتوراة موسى ، وزبور داود وإنجيل عيسى ، وآتيناهم الحكم والعلم والفهم الصادق ، والنبوة ولا شك أن كل نبي كذلك إذا أساس النبوة العلم ، والفقه ، والفهم والفطانة ، فالنبوة قيادة وزعامة في الدين والدنيا وهل تتم بدون هذا؟
أما الحكم بمعنى فصل القضاء والحكم بين الناس فلم يعط لكل نبي ، وهذه مراتب الفضل فيهم ، فكلهم أوتى الحكم والنبوة ؛ إذ كل من أوتى النبوة أوتى الحكم وليس كل من أوتى النبوة أوتى الكتاب.
فإن يكفر كفار قريش بالكتاب والحكم والنبوة التي أوتيت كلها لك يا محمد فقد وكلنا بعنايتها ، والعمل على خدمتها ، والدعوة إليها قوما كراما ، ليسوا بكافرين بها ، والمراد بهؤلاء القوم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المهاجرين والأنصار ومن جاء بعدهم. ودعا بدعوتهم إلى يوم الدين.
أولئك الذين هداهم الله ، ووفقهم : أئمة الدين وأعلام الهدى فبهداهم هذا اقتد ، وقد جمع نبينا خصالهم في الخير فكان خاتم النبيين وإمام المرسلين.
قل لهم : لا أسألكم على القرآن أجرا ولا منفعة خاصة ، وما هو إلا ذكرى للعالمين ، وهدى للمتقين.
إثبات رسالة الرسل وأثرها
وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (٩١) وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ