ما حرّمه الله على عباده
قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٣) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤)
المفردات :
(الْفَواحِشَ) : الأعمال المفرطة في القبح. (وَالْإِثْمَ) : اسم لجميع المعاصي.
(الْبَغْيَ) : الظلم وتجاوز الحقوق. (أَجَلٌ) : وقت مضروب الله أعلم به.
(ساعَةً) : أقل وقت يمكن فيه قضاء عمل من الأعمال.
المعنى :
لما لبس المسلمون الثياب ، وطافوا بالبيت عيّرهم المشركون بذلك فقال الله : قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين حرموا ما أحل الله من الطيبات والرزق واللباس : ما حرم ربي هذا!! وإنما حرم الفواحش ، وما قبح جرمها ؛ كالزنا ما ظهر منه وما بطن ، وإذاعة السوء ، وخيانة الوطن ، والخروج على الجماعة. وهكذا كل ذنب يكون خطره جسيما ، وكذا حرم الإثم الذي يوجب الذنب ، وحرم البغي وتجاوز الحقوق ، وقيد البغي بغير الحق لأن التجاوز إذا كان لمصلحة ومع التراضي فلا شيء فيه.
وحرم الإشراك بالله غيره من صنم أو وثن لم ينزل به سلطانا وحجة : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [سورة المؤمنون آية ١١٧].
وحرم كذلك أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ، أى : بغير علم ولا حجة ، والقول على الله وعلى دينه يكون بتحليل حلال أو تحريم حرام ، بلا سند ولا حجة ، وهو القول