المعنى :
إن الذين كذبوا بآياتنا الدالة على الوحدانية والبعث ، وعلى صدق الرسول مع بيانها للأحكام ولأصول الدين ، إن الذين كذبوا بها واستكبروا عنها لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء ولا تصعد إليها أعمالهم ، فإنها هباء منثور لا خير فيه : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) ولا يدخلون الجنة أبدا فهم مطرودون من رحمة الله ، ومثل ذلك الجزاء يجزى به كل من أجرم في حق الله وفي حق نفسه ، وفي حق إخوانه من المسلمين.
لهؤلاء من نار جهنم فراش يفترشونه ، ولحاف يلتحفون به ، فهم ـ والعياذ بالله ـ بين طبقات جهنم ماكثون ، وهي محيطة بهم ، والله محيط بأعمالهم ، وبئس المصير مصيرهم ، لا غرابة في ذلك فكذلك نجزى الظالمين.
جزاء المؤمنين
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٤٢) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)
المفردات :
(وُسْعَها) : طاقتها وما تقدر عليه حال السعة والسهولة. (نَزَعْنا) : قلعنا.
(غِلٍ) : حقد وحسد. (أُورِثْتُمُوها) : صارت إليكم كما يصير الميراث إلى صاحبه.