من أدلة البعث
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٥٧) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (٥٨)
المفردات :
(الرِّياحَ) : جميع ريح ، ولها أسماء عند العرب ، وإذا جمعت كانت في معنى الخير ، وإذا أفردت كانت في معنى الشر ، كما في هذه الآية وكما في قوله تعالى : (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ). (بُشْراً) : مبشرات. (أَقَلَّتْ) : حملت. (الْبَلَدُ) : الموضع من الأرض عامرا كان أو خلاء. (الثَّمَراتِ) : واحده ثمرة : وهي الحمل تخرجه الشجرة. (نَكِداً) : لا خير فيه. (نُصَرِّفُ) : نغير ونبدل.
المعنى :
هذا أثر من آثار رحمة الله بالخلق ، ودليل على قدرته على البعث.
إن ربكم هو الذي يرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته بقدوم المطر رحمة من الله بالخلق ، حتى إذا حملت الرياح سحابا ثقالا بالماء سقناه إلى بلد ميت فأخرجنا به ثمرات مختلفة في أشكالها وألوانها وطعومها وروائحها. مثل هذا الإخراج وإيجاد أنواع النبات والثمار من الأرض الميتة بعد نزول المطر ، نخرج الموتى ونبعثهم ، فالله قادر على كل