وارحمنا ، واستر عيوبنا برحمتك ، يا أرحم الراحمين ، وأنت خير الغافرين ، تغفر الذنوب وتعفو عن السيئات بلا سبب ولا علة ، لأن رحمتك وسعت كل شيء ؛ واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة هي نعمة الصحة والعافية والرزق الحسن والتوفيق في العمل والاستقلال في الدولة ، واكتب لنا في الآخرة حسنة هي نعمة الثواب الجزيل والعطاء الكثير.
إنا عدنا إليك ، وتبنا ، ورجعنا إلى حظيرة الإيمان بالعمل لا بالقول فقط.
قال الله : إن رحمتي سبقت غضبى ، وإن عذابي أصيب به من أشاء من عبادي المسيئين لأنفسهم بالعمل الفاسد. وفي قراءة : إن عذابي أصيب به من أشاء.
وأما رحمتي ونعمتي وفضلي فقد وسعت كل شيء في الكون ، وسعت الكافر والعاصي ، والمسلم واليهودي وعابد العجل ... إلخ (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) (١) فسمائى تظلهم ، وأرضى تقلهم ، وبرزقي يعيشون ، وبخيرى يتمتعون ، وأنا أدعوهم دائما إلى الصراط المستقيم ، ومع ذلك كله فبعضهم خارجون عن ديني.
فإذا كان الأمر كذلك من إصابة عذابي من أشاء ، ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها كما دعوت يا موسى ، أى : أثبتها خالصة غير مشوبة بالعذاب الدنيوي للذين يتقون الله في كل شيء ويؤتون الزكاة ، وخصت بالذكر لأنه يخاطب قوما ماديين نفعيين مانعين للزكاة ، وسأكتبها كتابة خاصة للذين هم بآياتنا كلها يؤمنون.
محمد صلىاللهعليهوسلم ورسالته ، والمؤمنون به
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ
__________________
(١) سورة النحل آية ٦١.