أعمالهم ، مع حسن الظن بهم ، ولم نهتد إلى التوحيد ، أفتؤاخذنا بالعذاب وتهلكنا بما فعله المبطلون من آبائنا؟!
ولكن الله لا يقبل عذرهم في هذا أبدا.
ومثل ذلك التفصيل الواضح نفصل للناس الآيات البينات ، ولعلهم بهذا يرجعون ويتوبون إلى الله.
والآية الكريمة تفيد أنه لا عذر في الشرك بالله أبدا ، أما الأحكام التفصيلية للدين ، والأمور الغيبية كالسمعيات فلا أحد مطالب بها ، إلا بعد إرسال الرسل (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (١).
مثل المكذبين الضالين
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (١٧٥) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦) ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (١٧٧)
المفردات :
(نَبَأَ) النبأ : الخبر المهم. (فَانْسَلَخَ) المراد : خرج منها وكفر بها. (فَأَتْبَعَهُ
__________________
(١) سورة الإسراء آية ١٥.