ضربناه لبعض الأفراد مثل للقوم الذين كذبوا بآياتنا ، واستكبروا عنها ، ولم تنفعهم الموعظة.
فاقصص هذا القصص ونحوه رجاء أن يثوبوا إلى رشدهم ، ويتفكروا في أنفسهم (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الرعد آية ٣].
ساء مثلا مثل الذين كذبوا بآياتنا ، وقبح عملهم الذي أضحى كالمثل في الغرابة ، وأنهم كانوا ظالمين لأنفسهم فقط.
وقد ذكر اسم الشخص صاحب النبأ بعض المفسرين ولكن يظهر ـ والله أعلم ـ أن المراد الوصف لا الشخص.
صفة أهل النار
مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٧٨) وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٧٩)
المفردات :
(ذَرَأْنا) : خلقنا وأوجدنا. (الْجِنِ) : خلق مستتر الله أعلم به. (قُلُوبٌ) القلب : يطلق على العضو الصنوبري الواقع في الصدر إلى الجهة اليسرى ، ويطلق كذلك على العقل ، والوجدان والضمير. (لا يَفْقَهُونَ) الفقه : الفهم الدقيق.
بعد أن ضرب الله المثل للمنسلخ من الدين الخارج منه قفّى على ذلك ببيان حقيقة المهتدى والضال ، ومن هم أهل النار؟