وقيل المعنى : فانبذ إليهم عهدهم على طريق مستو واضح ، والمراد : أخبرهم خبرا مكشوفا.
ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم أنهم أفلتوا من القتل والأسر يوم بدر أنهم بهذا السبق لا يعجزون الله من الانتقام منهم بل هم في قبضته ولن يفلتوا أبدا إما في الدنيا بالقتل وإما في الآخرة بالعذاب الشديد ، وأما أنت يا محمد فاعلم أن الله محيط بهم ومعذبهم على كفرهم ومنتقم منهم فاطمئن واصبر فإن الله معك!
الإعداد الحربي للأعداء
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (٦٠)
المفردات :
(رِباطِ الْخَيْلِ) يقول الكشاف : الرباط : اسم للخيل التي تربط في سبيل الله.
(تُرْهِبُونَ) : تخيفون.
المعنى :
الجيش هو عدة الوطن وسلاحه ودرعه وسياجه ، وجه الأمة التي تقابل به العدو ، ويدها التي تبطش بها ، وقلبها النابض وعينها الساهرة ، ولذا كانت عناية القرآن به كما ترى في كثير من الآيات ، ورعاية النبي صلىاللهعليهوسلم له وإعطاؤه القسط الوافر المناسب لزمنه أمر ظاهر واضح.
والإعداد والتكوين أمر شاق على النفوس عسير على الناس إلا المؤمنين بالله المتوكلين عليه أصحاب النفوس العزيزة والهمم العالية.