أما الحالة الثانية وهي أنهم ينقضون العهود ، بعد توكيدها ، ويخلون بالمعاهدة بعد إبرامها ، ويطعنون في دينكم بالنيل منه والاستهزاء به ، والصد عنه ، فهؤلاء يجب قتالهم قتالا عنيفا حتى يثوب إليهم رشدهم ، قاتلوا أئمة الكفر وقادته وحملة لوائه أينما كانوا إنهم لا عهود لهم ولا ذمة ولا يمين ، قاتلوهم لعلهم ينتهون إلى الحق ويرجعون عن الغي ، وهكذا نعامل هؤلاء المشركين إما بالأخوة الإسلامية إن تابوا وعملوا صالحا ، وإما حرب لا هوادة فيها إن ظلوا كما هم!!
تحريض على قتال المشركين
أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٥)
المعنى :
كيف لا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم التي أقسموا بها عند المعاهدة؟!! ونقضوا عهدهم من بعد توكيده ، وهذا استفهام لإنكار عدم قتالهم. وهو يفيد الحض على القتال والحث عليه ببيان شناعة جرمهم وعظيم فعلهم المقتضى للقتال ، وهم هموا بإخراج الرسول من مكة ، أو حبسه حتى لا يراه أحد ، أو قتله بأيدى عصابة مكونة من القبائل حتى يضيع دمه (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ) [سورة الأنفال آية ٣٠].