أغرق قوم نوح ، والريح الذي أهلك عادا ، والصيحة التي أبادت ثمود ، والعذاب الذي هلك به نمروذ ، والخسف الذي نزل بقرى قوم لوط وهم فيها.
فما كان الله ليظلمهم حينما عذبهم ، وقد أنذرهم ومن أنذر فقد أعذر ، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ، والغرض من ضرب المثل أن يفهم الكفار والمنافقون جيدا أن سنة الله مع الخلق لا تتغير ولا تتبدل وأن العذاب سينزل بهم حتما (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) [سورة القمر آية ٤٣] (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) [الحشر ٢].
المؤمنون وصفاتهم وجزاؤهم
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١) وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢)
المفردات :
(أَوْلِياءُ بَعْضٍ) المراد بالولاية هنا : ما يعم النصرة في الشدائد ، والأخوة والمحبة والمودة. (جَنَّاتٍ) : هي البساتين الكثيرة الأشجار الملتفة الأغصان التي تستر ما تحتها من الأرض ، وقد تقدم مثل هذا كثيرا. (جَنَّاتِ عَدْنٍ) عدن : اسم لمكان خاص في الجنة كالفردوس مثلا.