ترى أنه وصف صاحب القرآن ومنزله ـ سبحانه وتعالى ـ على عبده ورسوله محمد صلىاللهعليهوسلم بأنه خلق الأرض والسموات العلى ، وأنه الرحمن صاحب النعم ، وأنه استوى على العرش وصاحب التصريف في الكون ، وأنه له ما في السموات وما في الأرض ، وما بينهما وما تحت الثرى ، وأنه العالم بكل شيء سواء عنده السر والجهر ، وأنه الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ـ تبارك وتعالى ـ.
فهل يعقل بعد ذلك أن يدعى محمد ـ وهو المخلوق الضعيف ـ على الله الموصوف بهذه الصفات هذا القرآن؟!! وهل يعقل بعد هذا ألا ينصر الله رسوله ويؤيده ويعصمه من الناس؟!! أبعد هذا يعقل أن يتخذ إنسان صنما من حجر أو خشب شريكا لهذا الباري الموصوف بهذه الصفات.
لذلك كله بادر عمر بن الخطاب لما أراد الله له الخير ـ إلى الإسلام ـ وجاهر به ، وأصبح الساعد القوى المجاهر بالدعوة ، الفاهم لها المستميت في الدفاع عنها ـ رضى الله عنه ـ وعن أصحاب رسول الله أجمعين.
قصة موسى مع فرعون وبنى إسرائيل
قصة من القصص المهمة التي كثر ذكرها في القرآن في عدة سور ومواضع فيه ، وهي إلى حد تشبه السيرة النبوية في كثير من مراحلها ، لذلك عنى القرآن بها وما ذكر هنا في قصة موسى مناسب لما قبله إذ انتهى السياق أولا إلى التوحيد (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) وقد أبانت القصة في أول أمرها التوحيد الكامل حيث خوطب النبي موسى بقوله : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي) وهذا يفيد أن التوحيد أمر مستمر فيما بين الأنبياء يتلقونه كابرا عن كابر ، وأنت ترى أن رسالة موسى بدأت به وختمت كذلك (إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ).
ولعلك تدرك بعض السر في اختلاف القصة الواحدة في القرآن لأنها تساق في كل موضع بما يناسبه بدءا ونهاية.