(٨٣) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٨٤))
المفردات :
(فَبَغى عَلَيْهِمْ) تكبر عليهم أو ظلمهم (الْكُنُوزِ) كنز المال : جمعه وادخره ، والكنز : المال المدفون وجمعه كنوز (لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) لتثقل يقال ناء به الحمل ثقل عليه ، والعصبة الجماعة من الناس (وَابْتَغِ) اطلب (عَلى عِلْمٍ عِنْدِي) أوتيته على معرفة عندي (وَيْلَكُمْ) الويل : الهلاك أو العذاب ، فخسفنا المراد جعلنا عاليها سافلها (وَيْكَأَنَّهُ) كلمة وى بمعنى أتعجب ، وكأن للتشبيه (وَيَقْدِرُ) أى : يضيق ويقتر (عُلُوًّا) تكبرا وغلبة.
وهذه هي قصة المال والغرور بالعلم وكيف كان مآلهما بعد قصة الملك والسلطان وكيف كانت نهايتهما.
المعنى :
ـ إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم مع أنه منهم ، وعاش معهم ولكنه لم يرع لذلك كله حرمة أو جوارا ، وبغى عليهم حتى جمع ذلك المال الوفير ، وبغى عليهم بتكبره وطغيانه وظلمه لهم.
وآتاه الله من الأموال المنقولة والثابتة ما إن علمه والإحاطة به والمحافظة عليه لتنوء به العصبة من أولى العلم والقوة ؛ وبعضهم يرى أن المعنى. وآتيناه من الكنوز والأموال ما إن مفاتيح خزائنه لتنوء بحملها العصبة من الرجال أولى القوة ، ومنشأ هذا الخلاف في الرأى أن المفاتيح قد يراد بها العلوم والمعارف نظرا إلى قوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) [سورة الأنعام آية ٥٩] وقد يراد بها مفاتيح الخزائن المعروفة.
كان قارون من قوم موسى ، وكان ذا مال وفير ، والمقصود المهم من القصة هو ما يأتى :
اذكر وقت أن قال له قومه على جهة الوعظ والإرشاد.