ومن ابتغيتها وطلبتها بعد أن عزلتها وأزلتها فلا جناح عليك في ذلك ، أى : إن أردت أن تؤوي إليك امرأة ممن عزلتهن من القسمة وتضمها إليك فلا بأس عليك في ذلك ، وكذلك حكم الإرجاء ، ذلك التخيير الذي خيرناك في صحبتهن أدنى إلى إرضائهن وسرورهن بكل ما تفعل ، وتلك خصوصية للنبي صلىاللهعليهوسلم.
ومن الأحكام الشرعية أن الرجل الذي يتزوج امرأتين واجب عليه أن يعدل بينهن بالسوية في كل شيء.
الله يعلم ما في قلوبكم ، وكان الله عليما بكل شيء حليما في كل حكم.
(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) الآية .. في هذه الآية خلاف بين العلماء تبعا لما قالوا في تفسير قوله تعالى : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ) الآية.
فقال بعضهم : لا يحل لك النساء من بعد ما وصفنا وبينا لك من الأوصاف السابقة أما غيرهن من الكتابيات أو غير المهاجرات من أقاربك فلا يحل لك منهن أحد ، وقال بعضهم : هذه منسوخة بالآية المتقدمة ، وتقدمها في التلاوة لا يضر.
وقال بعضهم : لما اختار نساء النبي صلىاللهعليهوسلم ذاته الشريفة جوزين على ذلك بتحريم غيرهن على النبي ، وعدم طلاقهن منه ، وجعلهن أمهات للمؤمنين ، ذلك مكافأة لهن على ذلك.
ولا أن تبدل بهن من أزواج ، أى : لا يحل طلاقهن وتزوج غيرهن ، ولو كنت معجبا بحسنهن إلا ما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك.
وكان الله على كل شيء رقيبا.
كلمة عن تعدد أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم
لقد تكلم بعض الناس في أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم وكثرتهن يرمون إلى أنه رجل شهوانى لا يعقل أن يكون نبيا!! حقيقة مات النبي عن تسع نسوة لكل واحدة ظرف خاص في زواجها لو عرفناه لحكمنا حكما صحيحا في هذا الموضوع. أما السيدة خديجة فقد تزوجها وسنه خمس وعشرون سنة وسنها أربعون سنة ، ومع هذا الفارق الكبير فقد عاشا عيشة سعيدة حتى توفيت ، وقد أمضى معها زهرة شبابه ، إذ ماتت وهي في سن